.



sf7aty guide for each new , Mon guide pages pour chaque nouvelle , Meine Seiten Leitfaden für jeden neuen , Mi guía de páginas para cada nuevo ,






‏إظهار الرسائل ذات التسميات أهل السنة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أهل السنة. إظهار كافة الرسائل

السبت، 2 فبراير 2013

موقف أهل السنة في أسماء الله – تبارك وتعالى لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

موقف أهل السنة في أسماء الله –
تبارك وتعالى - :
أسماء الله تعالى كل ما سمى به نفسه في كتاب ه، أو سماه به
أعلم الخلق به رس و له محمد، صلى الله عليه وسلم ، وموقف أهل
السنة من هذه الأسماء أﻧﻬم يؤمنون ﺑﻬا على أﻧﻬا أسماء لله تسمى ﺑﻬا
الله عز وجل، وأﻧﻬا أسماء حسنى ليس فيها نقص بوجه من الوجوه
كما قال تعالى : ﴿وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ اْلحُسْنَى َفادْعُوهُ بِهَا وََذرُوا الَّذِينَ
يُْلحِدُو َ ن فِي َأسْمَائِهِ سَيُجْزَوْ َ ن مَا َ كانُوا يَعْمَُلو َ ن﴾
.( (الأعراف: ١٨٠
فهم يثبتون الأسماء على أﻧﻬا أسماء لله، و يثبتون أيضًا ما
تضمنته هذه الأسماء م ن الصفات، فمث ً لا من أسماء الله (العليم )
فيثبتون العليم اسمًا لله – سبحانه وتعالى -، ويقولو ن: يا عليم ،
فيثبتون أنه يسمى بالعليم ويثبتون بأن ا لعلم صفة له دل عليها اسم
العليم، فالعليم اسم مشتق من العلم، وكل اسم مشتق من معنى

فلابد أن يتضمن ذلك المعنى الذي اشتق منه، وهذا أمر معلوم في
العربية واللغات جمعيً ا. ويثبتون كذلك ما دل عليه الاسم من الأثر
إن كان الاسم مشتقًا من مصدر متعدي، فمث ً لا (الرحيم) من أسماء
الله يؤمنون بالرحيم على أنه اسم من أسمائه، ويؤمنون بما تضمنه
من صفة الرحمة، وأن الرحمة صفة حقيقية ثابتة لله دل عليها اسم
الرحيم، وليست إرادة الإحسان لا الإحسان نفسه، وإنما إرادة
الإحسان والإحسان نفسه من آثار هذه الرحمة، كذلك يؤمنون
بأثر هذه الرحمة والأثر أن يرحم ﺑﻬذه الرحمة من يستحقها كما
قال تعالى : ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقَْلبُو َ ن﴾
(العنكبوت: ٢١ ). هذه قاعدة أهل السنة والجماعة بالنسبة للأسماء :
يؤمنون بأﻧﻬا أسماء تسمى الله ﺑﻬا فيدعون الله ﺑﻬا.

ثانيًا: يؤمنون بما تضمنه الاسم من الصفة، لأن جميع
أسماء الله مشتقة، والمشتق كما هو معروف يكون دالا على
المعنى الذي اشتق منه.
ثالثًا: يؤمنون بما تضمنه الاسم من الأثر إذا كان
الاسم متعديًا كالعليم، والرحيم، والسميع، والبصير . أما إذا
كان الاسم مشتقً ا من مصدر لازم فإنه لا يتعدى مسماه مثل
الحياة فالله تعالى من أسمائه (الحي)، و(الحي) دل على صفة
الحياة، والحياة وصف للحي نفسه لا يتعدى إلى غيره، ومثل
(العظيم) فهذا الاسم والعظمة هي الوصف، والعظمة وصف
للعظيم نفسه لا تتعدى إلى غيره، فعلى هذا تكون الأسماء على
قسمين: متعدي ولازم، والمتعدي لا يتم الإيمان به إلا بالأمور
الثلاثة: الإيمان بالاسم، ثم بالصفة ثم بالأثر.

وأما اللازم فإنه لا يتم الإيمان إلا بإثبات أمرين:
أحدهما: الاسم.
والثاني: الصفة.
أما موقف أهل السنة والجماعة في الصفات فهو :
إثبات كل صفة وصف الله ﺑﻬا نفسه، أو وصفه ﺑﻬا رسوله
محمد، صلى الله عليه وسلم ، لكن إثباتاً بلا تكييف ولا تمثيل،
ولا تحريف، و لا تعطيل، سواء كانت هذه الصفة من الصفات
الذاتية أم من الصفات الفعلية.
فإذا قال قائل : فرقوا لنا بين الصفات الذاتية والصفات
الفعلية.
قلنا: الصفات الذاتية هي التي تكون ملازمة لذات
الخالق أي انه متصف ﺑﻬا أز ً لا وأبدًا.
والصفات الفعلية هي التي تتعلق بمشيئته فيفعلها الله
تبعاً لحكمته – سبحانه وتعالى -.

مثال الأول : صفة الحياة صفة ذاتية، لأن الله لم يزل
ولا يزال حيًا، كما قال الله تعالى : ﴿هُوَ الأوَّ ُ ل وَالأخِ ر ﴾
(الحديد:الآية ٣) وفسرها النبي، صلى الله عليه وسلم، بقوله :
(أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك
شيء). وقال تعالى : ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ
.( وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ﴾ (الفرقان: الآية ٥٨
كذلك السمع، والبصر، والقدرة كل هذه من
الصفات الذاتية، و لا حاجة إلى التعداد لأننا عرفناها بالضابط :
(كل صفة لم يزل الله ولا يزال متصفًا ﺑﻬا فإﻧﻬا من الصفات
الذاتية) لملازمتها للذات، وكل صفة تتعلق بمشيئته يفعلها الله
حيث اقتضتها حكمته فإﻧﻬا من الصفات الفعلية مثل : استوائه
على العرش، ونزوله إلى السماء الدنيا، فاستو اء الله على العرش
من الصفات الفعلية لأنه متعلق بمشيئته، كما قال تعالى:

﴿إنَّ رَبَّ ُ كمُ اللَّهُ الَّذِي خََلقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ َأيَّامٍ
ُثمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْ ش﴾ (الأعراف: الآية ٥٤ ). فجعل الفعل
معطوفًا على ما قبله ب (ثم) الدالة على الترتيب، ثم الترول إلى
السماء الدنيا وصفه به أعلم الخلق به رسول الله، صلى الله
عليه وسلم ، حيث قال : "يترل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى
ثلث الليل الآخر فيقول : "من يدعوني فأستجيب ل ه ، من
يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له". وهذا الترول من
الصفات الفعلية لأ نه متعلق بمشيئة الله تعالى، فأهل السنة
والجماعة يؤمنون بذلك، ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون
التمثيل، أو التكييف، أي أﻧﻬم لا يمكن أن يقع في نفوسهم أن
نزوله كترول المخلوقين، أو استوائه على العرش كاستوائهم،
أو إتيانه للفصل بين عباده كإتياﻧﻬم لأﻧﻬم يؤمنون بأن الله ليس
كمثله شيء وهو السميع البصير، ويعلمون بمقتضى العقل

مابين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات،
والصفات، والأفعال، ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف
يترل؟ أو كيف استوى على العرش؟ أو كيف يأتي للفصل بين
عباده يوم القيامة؟ أي أﻧﻬم لا يكيفون صفاته مع إيماﻧﻬم بأن لها
كيفية لكنها غير معلومة لنا، وحينئذٍ لا يمكن أبدًا أن يتصوروا
الكيفية، ولا يمكن أن ينطقوا ﺑﻬا بألسنتهم أو يعتقدوها في
قلوﺑﻬم. يقول تعا لى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا َليْسَ َلكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوَلئِكَ َ كا َ ن عَنْهُ مَسْؤُو ً لا﴾
(الإسراء: ٣٦ ). ويقول : ﴿ُق ْ ل إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الَْفوَاحِشَ مَا َ ظهَرَ
مِنْهَا وَمَا بَ َ طنَ وَالإ ثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وََأنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا
َلمْ يُنَزِّ ْ ل بِهِ سُلْ َ طانًا وََأنْ تَُقوُلوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعَْلمُو َ ن﴾
.( (الأعراف: ٣٣

ولأن الله أجل و أعظم من أن تحيط به الأفكار قال
تعالى: ﴿يَعَْلمُ مَا بَيْنَ َأيْدِيهِمْ وَمَا خَْلَفهُمْ وَلا يُحِيطُو َ ن بِهِ
.( عِلْمًا﴾ (طه: ١١٠
و أنت متى تخيلت أي كيفية فعلى أي صورة
تتخيلها؟! إن حاولت ذلك فإنك في الحقيقة ضال، ولا يمكن
أن تصل إلى حقيقة لأن هذا أمر لا يمكن الإحاطة به، و ليس
من شأن العبد أن يتكلم فيه أو أن يسأل عنه . و لهذا قال
الإمام مالك – رحمه الله – فيما اشتهر عنه بين أهل العلم
حين سأله رجل فقال : يا أبا عبد الله : (الرحمن على العرش
استوى) كيف استوى؟ فأطرق مالك ب رأسه حتى علاه
الرحضاء – يعني العرق و صار يترف عرقًا – لأنه سؤال
عظيم. ثم قال تلك الكلمة المشهورة : (الاستواء معلوم
والكيف مجهول، والإيمان واجب، والسؤال عنه بدعة ) وروي
عنه أنه قال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول،

والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).
فإذن نحن نعلم معاني صفات الله، ولكننا لا نعلم
الكيفية، ولا يحل لنا أن نسأل عن الكيفية ولا يحل لنا أن
نكيف، كما أنه لا يحل لنا أن نمثل أو نشبه لأن الله تعالى يقول
في القرآن : ﴿َليْسَ َ كمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ اْلبَصِيرُ ﴾
(الشورى:الآية ١١ ). فمن أثبت ل ه مثي ً لا في صفاته فقد كذب
القرآن، وظن بربه ظن السوء وقد تنقص ربه حيث شبهه وهو
الكامل من كل وجه بالناقص، وقد قيل:
ألم تر أن السيف ينقص قدره
إذا قيل إن السيف أمضى من العصا
وأنا أقول : هذا على سبيل التوضيح للمعنى وإلا ففرق
عظيم بين الخالق والمخلوق، فرق لا يوجد مثله بين المخلوقات
بعضها مع بعض.

المهم أيها الأخوة أنه يجب علينا أن نؤمن بكل ما
وصف الله به نفسه وما وصفه به رسوله، صلى الله عليه
وسلم، سواء كانت تلك الصفة ذاتية أم فعلية، ولكن بدون
تكييف، وبدون تمثيل.

احدث الفديوهات