في حديقة حيوان واسعة، كان يعيش فيل ضخم يُدعى "جميل". كان جميل من أكبر الأفيال في الحديقة، ويتميز بطبيعته الهادئة وحبه للراحة. كان الزوار يتوافدون إلى الحديقة خصيصاً لرؤيته، وكان العاملون يعاملونه كملك.
بسبب حبه الشديد، كان جميل مدللاً بشكل مبالغ فيه. كان يحصل على أفضل أنواع الطعام، ويستحم بماء دافئ كل يوم، ويتم تنظيف أنيابه بفرشاة أسنان خاصة. كان لديه سريره الخاص المصنوع من القش الناعم، وكان يحصل على مساج يومي من مدربيه.
مع مرور الوقت، أصبح جميل كسولاً ومتغطرساً. لم يعد يهتم باللعب مع الأفيال الأخرى، ورفض أداء الحركات التي كان يتعلمها سابقاً. كان يفضل أن يقضي وقته في الأكل والنوم والاستمتاع بمساجه.
لاحظ المدربون تغير سلوك جميل، وأدركوا أنهم كانوا يبالغون في تدليله. قرروا اتخاذ إجراءات لتغيير سلوكه. بدؤوا بتقليل كمية الطعام التي يقدمونها له، وجعلوا روتينه اليومي أكثر نشاطاً.
في البداية، كان جميل غاضباً ومحبطاً من التغيير، ولكنه سرعان ما اعتاد على روتينه الجديد. بدأ يشعر بالنشاط والحيوية مرة أخرى، وعاد للعب مع الأفيال الأخرى.
أدرك جميل في النهاية أن السعادة الحقيقية لا تكمن في أن تكون مدللاً، بل في أن تكون سعيداً بنفسه وبما لديه. وأصبح مثالاً للأفيال الأخرى على أهمية العمل الجماعي والاعتدال في كل شيء.
العبرة من القصة:
التدليل المفرط قد يؤدي إلى نتائج عكسية، ويجعل الشخص كسولاً ومتغطرساً. السعادة الحقيقية تكمن في التوازن والاعتدال.
